مرصد الثورة
المشاهدات : 7156

شـــــارك المادة
إلى أحرار سوريا الثابتين الصامدين حتى النصر إن شاء الله..
نَزَفَتْ لِأَجْلِكِ بِالدِّمَاءِ قُلُوبُ *** يَا شَامُ حُبُّكِ فِي الْفُؤَادِ لَهِيبُ!
إِنِّي سَرَيْتُ إِلَى حِمَاكِ بِمُهْجَتِي *** وَالرُّوحُ يَسْبِيهَا أَسًى وَوَجِيبُ
وَالنَّفْسُ مِنْ أَلَمِ الْمَشَاهِدِ رُوِّعَتْ *** وَالْقَلْبُ مِنْ كَمَدٍ يَكَادُ يَذُوبُ
فَرَأَيْتُ شَعْبًا قَدْ حَبَاكِ حَيَاتَهُ *** مَا زَلْزَلَتْهُ حَوَادِثٌ وَخُطُوبُ
وَرَأَيْتُ شَعْبًا لاَ يَذِلُّ لِظَالِمٍ *** مَهْمَا عَرَاهُ الظُّلْمُ لَيْسَ يَخِيبُ
وَرَأَيْتُ شَعْبًا لاَ يَلِينُ وَ لاَ يَنِي *** وَرَأَيْتُ شَعْبًا مَجَّدَتْهُ شُعُوبُ
فَعَرَفْتُ أنَّ ثَرَاكِ لَيْسَ لِغَاصِبٍ *** كَلاَّ وَشَعْبَكِ لَيْسَ فِيهِ نَصِيبُ
إِنْ كَانَ شَرَّدَهُ الظَّلاَمُ فَقَدْ دَنَا *** فَجْرٌ يَلُمُّ شَتَاتَهُ وَيَثُوبُ
يَا وَيْحَ هَذَا الصَّمْتِ أَيْن ضَمِيرُكُمْ *** يَا قَوْمِ إِنَّ سُكُوتَكُمْ لَمُرِيبُ!
أَرَضِيتُمُ الذُّلَّ الذَّرِيعَ وَقَدْ عَلاَ *** سَيْلُ الظَّلُومِ يُهِينُكُمْ وَيَعِيبُ!
وَالْحَقُّ فِينَا شَارِدٌ وَمُضَيَّعٌ *** وَالْعَدْلُ فِينَا مُبْعَدٌ وَغَرِيبُ
فِي كُلِّ حَيٍّ نَكْبَةٌ وَمُصِيبَةٌ *** أَلَمٌ وَآهَاتٌ عَلَتْ وَكُرُوبُ
ذُبِحَ الرِجَالُ وَقُطِّعَتْ أَوْصَالُهُمْ *** لَمْ يَنْجُ مِنْهُمْ فِتْيَةٌ أَوْ شِيبُ
وَمَنَازِلٌ فَوْقَ الرُّؤُوسِ تَهَدَّمَتْ *** وَمَشَاهِدٌ مِنْ هَوْلِهِنَّ تُشِيبُ
وَمَسَاجِدٌ يَا شَامُ دُكَّ بِنَاؤُهَا *** وَاللَّهُ رَبّي شَاهِدٌ وَرَقِيبُ
لَمْ يَنْجُ يَا شَامُ الْهِلاَلُ وَلاَ نَجَا *** مِنْ سَطْوَةِ الْقَوْمِ اللِّئَامِ صَلِيبُ
هُمْ شَرُّ خَلْقِ اللَّهِ لَيْسَ يَسُوؤُهُمْ *** ظُلْمٌ، وَلاَ تُعْيِي الضَّمِيرَ ذُنُوبُ!
وَمَجَازِرٌ مِنْهَا الْقُلُوبُ تَفَطَّرَتْ *** وَالدَّمْعُ مِنْ هَوْلِ الْمُصَابِ سَكِيبُ!
يَا وَيْحَ سُورِيَّا وَكُلُّ سَمَائِهَا *** غَيْمٌ يُلَبِّدُ حُسْنَهَا وَشُحُوبُ
سَكَبُوا الدِّمَاءَ عَلَى ثَرَاهَا أَنْهُرًا *** يَجْرِي بِهِنَّ شَمَالُهَا وَجَنُوبُ
حَتَّى إِذَا ثَقُلَ الرُّكَامُ وَأَظْلَمَتْ *** مُهَجُ اللَّيَالِي وَالزَّمَانُ غَضُوبُ
وَقَفَتْ مُنَادِيَةً تَسيلُ جِرَاحُهَا *** وَالْعَالَمُ الْمَحْزُونُ لَيْسَ يُجِيبُ
إِنْ تُنْكِرِ الدَّنْيَا وَيُعْرِضْ جُلُّهَا *** أَوْ يَخْلُ مِنْهَا مُنْكِرٌ وَحَسيبُ
فَاللَّهُ أَيَّدَهَا بِشَعْبٍ مَاجِدٍ *** أَنِفٍ، لَهُ رَغْمَ الْجِراحِ وُثُوبُ
هَتَفَتْ بِهِ حُرِّيَّةٌ قَدْ نَالَهَا *** وَأَتَتْهُ تَخْفِضُ رَأْسَهَا وَتُنِيبُ!
عَبَثًا تُحَاوِلُ يَا مُعَذِّبَ نَفْسِهِ *** فَالذُّلُّ يَا هَذَا إِلَيْكَ يَؤُوبُ!
عَبَثًا تُحَاوِلُ لاَ الرَّصَاصُ وَلاَ الرَّدَى *** يُجْدِي، وَلاَ التَّرْوِيعُ مِنْكَ يُصِيبُ
كَلاَّ وَلاَ وَبْلُ الْقَذَائِفِ هَاطِلاً *** كَلاَّ وَلاَ رِيحُ الْمَنُونِ تَجُوبُ
كَلاَّ وَلاَ شَبِّيِحَةٌ هَمَجِيَّةٌ *** كَلاَّ وَلاَ ذَبْحٌ وَ لاَ تَصْلِيبُ
وَحَرَائِرُ الْأَبْكَارِ فُضَّ خِتَامُهَا *** مَا غَالَهُنَّ أَذًى وَلاَ تَعْذِيبُ
وَسَنَا الطُّفُولَةِ صُدَّ عَنْهُ ضِيَاؤُهُ *** فَأَبَى الْمَغِيبَ وَإِنْ أَتَاهُ مَغِيبُ
شَعْبٌ أَشَدُّ عَلَى الطُّغَاةِ وَإِنْ بَغَوْا *** لَمْ يَثْنِهِ خَوْفٌ وَلاَ تَرْهِيبُ!
يَا شَعْبَ سُورِيَّا سَنَاكَ مَنَارَةٌ *** سَطَعَتْ عَلَى الدُّنْيَا، وَنَفْحُكَ طِيبُ
لَمَّا فَضَحْتَ اللَّيْلَ أَدْبَرَ رَاغِمًا *** يَجْلُوهُ نُورٌ سَاطِعٌ وَمَهِيبُ
شَاهَتْ وُجُوهٌ كَمْ رَجَوْنَا بِرَّهَا *** ظَنًّا، وَلَكِنَّ الظُّنُونَ تَخِيبُ
فَالْيَوْمَ كُلٌّ قَدْ تَبَينَ قَصْدُهُ *** سِيَّانِ فِينَا صَادِقٌ وَكَذُوبُ
مَنْ كَانَ مِثْلَكَ فِي الشُّعُوبِ تَمَيَّزَتْ *** بِجِهَادِهِ الْأَشْيَاءُ وَهْيَ غُيُوبُ!
يَا شَعْبَ سُورِيَّا وَإِنْ عَظُمَ الْأَسَى *** كُلُّ الْأَسَى وَالْحُزْنِ فِيكَ يَطِيبُ
عَجِبَتْ لَكَ الدُّنْيَا شَرِيدًا مُفْرَدًا *** تَبْنِي الْخُلُودَ وَمَا اعْتَرَاكَ لُغُوبُ
وَالْجَوْرُ طَوْقٌ لاَ يُفَلُّ وَحَوْلَهُ *** مِنْ كُلِّ أَلْوَانِ الْعَذَابِ ضُرُوبُ
وَاللَّيْلُ يَجْثُمُ وَالْحَيَاةُ مَرِيرَةٌ *** وَالظُّلْمُ يَحْكُمُ وَالزَّمَانُ عَصِيبُ
عَجِبَتْ لَكَ الدُّنْيَا وَدَأْبُكَ عِزَّةٌ *** وَمُنَاكَ فِي قَلْبِ الشُّجُونِ رَحِيبُ
وَالْفَجْرُ مَنْشُودٌ لَدَيْكَ وَإِنْ نَأَى *** وَالْبُعْدُ عِنْدَكَ فِي الزَّمَانِ قَرِيبُ
لاَ شَيْءَ يُعْجِزُ مَنْ تَجَرَّدَ لِلْعُلاَ *** إِنَّ الْعُلاَ لِمَنِ ابْتَغَاهُ مُجِيبُ
وَالشَّعْبُ أَبْلَغُ حُجَّةً وَمَشِيئَةً *** وَالشَّعْبُ إِنْ نَشَدَ الْحَيَاةَ مُصِيبُ
وَالظُّلْمُ مَهْمَا قَدْ سَطَا بِرُكَامِهِ *** لاَ بُدَّ يَوْمًا يَخْتَفِي وَيَغِيبُ
إِنَّ الزَّمَانَ بِأَسْرِهِ مُتَقَلِّبٌ *** وَالدَّهْرُ دَوْمًا سَالِبٌ وَسَلِيبُ
وَاللَّيْلُ مَهْمَا قَدْ عَلاَ بِظَلاَمِهِ *** يَجْلُوهُ صُبْحٌ مِنْ سَنَاهُ عَجِيبُ!
يَا أَيُّهَا الْفَجْرُ اسْتَجِبْ وَانْشُرْ لَنَا *** نُورًا بِنَصْرِ اللَّهِ بَاتَ يُهِيبُ!
وَاجْلُ الظَّلاَمَ بِخَيْرِ صُبْحٍ سَاطِعٍ *** يَكْسُوهُ بُرْدٌ مِنْ سَنَاكَ قَشِيبُ
إِنَّا سَئِمْنَا اللَّيْلَ يَبْسُطُ حُكْمَهُ *** وَاللَّيْلُ إِنْ طَالَ الظَّلاَمُ كَئِيبُ!
وَالْعَيْشُ فِي كَنَفِ الظَّلاَمِ مَهَانَةٌ *** وَالْعَيْشُ فِي كَنَفِ الظَّلاَمِ رَتِيبُ!
وَالصَّمْتُ خِزْيٌ فِي حِمَاهُ وَذِلَّةٌ *** وَالْخَوْفُ خُسْرٌ كُلُّهُ وَرُسُوبُ
فَاصْدَعْ أَيَا شَعْبَ الْأُبَاةِ وَلاَ تَهِنْ *** إنَّ الْأَبِيَّ عَلَى الْجِهَادِ دَؤُوبُ
وَالْفَجْرُ لاَ يَجْزِي الْخَنُوعَ إِذَا بَدَا *** كَلاَّ وَلاَ غِرَّ الرِّجَالِ يُثِيبُ!
هَاذِي تَحِيَّةُ شَاعِرٍ قَدْ هَزَّهُ *** شَعْبٌ أَشَدُّ عَلَى الطُّغَاةِ حَبِيبُ!
وَتَحِيَّةٌ قَدْ صَاغَ حُسْنَ بَيَانِهَا *** وَزَكَا بِهَا بَيْنَ الْقَرِيضِ أَدِيبُ
وَتَحِيَّةٌ مِنْ خَيْرِ جُنْدٍ فَائِضٍ *** كَالنَّهْرِ غَمْرًا مَا اعْتَرَاهُ نُضُوبُ
وَتَحِيَّةٌ مِنْ كُلِّ شَعْبٍ نَاهِضٍ *** يَأْبَى الْخُضُوعَ لِأَمْسِهِ وَيَتُوبُ
وَتَحِيَّةٌ مِنْ كُلِّ حُرٍّ مَاجِدٍ *** تُرْضِيكَ مَا هّبَتْ صَبًا وَجَنُوبُ
المصدر: رابطة أدباء الشام
جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
برأيك، هل ستحقق العملية التركية -شرق الفرات- أيّ مكاسب للسوريين؟
تعليقات الزوار
أضف تعليقًا